سيد مرتضی صبّاغ جعفري
المستخلص
يتكوّن الخطابُ الأدبي من مجموعةٍ من العناصرِ الخطابيةِ التي تدور دورًا كبيرًا في اِنتقال دوافع الكاتب. أمّا الآليات التي تسهم في عملية الخطاب الأدبي فتحتوي علی جماليات النص الأدبي، دوافع الكاتب ومدی تلقّي القارئ من النص المقروء. إنَّ الإمام علي (ع) يستخدم في كلامه شتّی الأساليب البلاغية في غاية الجمال والفصاحة. الاستفهام أحد الأساليب ...
أكثر
يتكوّن الخطابُ الأدبي من مجموعةٍ من العناصرِ الخطابيةِ التي تدور دورًا كبيرًا في اِنتقال دوافع الكاتب. أمّا الآليات التي تسهم في عملية الخطاب الأدبي فتحتوي علی جماليات النص الأدبي، دوافع الكاتب ومدی تلقّي القارئ من النص المقروء. إنَّ الإمام علي (ع) يستخدم في كلامه شتّی الأساليب البلاغية في غاية الجمال والفصاحة. الاستفهام أحد الأساليب البلاغية الذي يؤدّي إلی تطوير العملية الخطابية. لكلّ حرف من حروف الاستفهام خصائص لفظيّة ومعنويّة تمتاز بها دون أخواتها، فثمّة خصائص استعماليّة تشترك فيها تلك الأحرف جميعًا، وخصائص أخری يشترك فيها بعضها دون بعض، تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على الأبعاد العاطفية لآليات الاستفهام وبيان أهمّ الخصائص السيميوطيقية التي تميّز بها، واستعمل هذا المقال المنهج الوصفيّ – التحليلي – الإحصائيّ القائم على إحصاء عدد المرّات التي استعمل فيها الإمام علي كلّ حرف من حروف الاستفهام معتمدًا علی مؤشرات تحليل الخطاب السيميوطيقي في أنماط الاستخدام لهذه الأحرف وتحليل السّياقات اللغويّة التي وردت فيها؛ للكشف عن معانيها ضمن الخطاب الذي ورد فيه كلّ حرف من حروف الاستفهام. علاوة على ذلك؛ نقوم بتحليل الخطاب السيميوطيقي للاستفهام من منظور مؤشرات سيميوطيقية منها: عمليتا القبض والبسط الخطابي ومؤشرتا الاتّصال والانفصال. خلصت الدّراسة إلى بعض النتائج منها: أنّه وَرَدَ الاستفهام بالحروف في خطب نهج البلاغة ثماني وسبعينَ (78) مَرّة، وأنّ "الهمزة" أكثر الأدوات تواترًا في استفهامات خُطَب نهجالبلاغة، حيث بلغَت خمسًا وستّين (٦٥) مرة. جاء تركيب الجملة الاستفهاميّة متنوّعًا في الخُطب على اختلاف حروف الاستفهام التي استعملها واتّضح من البحث أنّه جاء كثيرٌ من أغراض الاستفهام عند الإمام (ع) للإنكار(التوبيخ والتكذيب)، والتقرير، والعرض. و أمّا من الناحية السيميوطيقية فإنَّ الاستفهام يدلّ علی التنبيه والتقرير والتحضيض عندما ترتفع عمليتا القبض والبسط في الخطاب الأدبي معًا بينما دلالات التوبيخ والنفي تقتضي ارتفاع القبض وانخفاض البسط في عملية الخطاب.