مباحث لغوی ادبی و زیبایی شناختی
محمد عترت دوست؛ حسن زرنوشه فراهانی
المستخلص
من وجوه إعجاز کلام الإمام علي (ع) وبلاغته؛ أنه ذو أبعاد مختلفة، بمعنی أن كلماته، مع امتلاكها فنوناً ومضامين أدبية وبلاغية متنوعة، فقد تجلت في مجالات مختلفة وحتى متعارضة من ناحية المعنى، وصار لها استعمالا معنويا مزدوجا مضاعفا. وبإمکاننا أن نری هاتين الخاصيتين المميِّزتَين، في استعمال صنعة «آيروني» البلاغية، التي يعتبرها البعض ...
أكثر
من وجوه إعجاز کلام الإمام علي (ع) وبلاغته؛ أنه ذو أبعاد مختلفة، بمعنی أن كلماته، مع امتلاكها فنوناً ومضامين أدبية وبلاغية متنوعة، فقد تجلت في مجالات مختلفة وحتى متعارضة من ناحية المعنى، وصار لها استعمالا معنويا مزدوجا مضاعفا. وبإمکاننا أن نری هاتين الخاصيتين المميِّزتَين، في استعمال صنعة «آيروني» البلاغية، التي يعتبرها البعض «قلباً» لمعنى الكلمة. الأمر الأكثر أهمية في هذه الصنعة هو وضع عنصرين متضادَّين من ناحية الللفظ والمعنی بجانب بعضهما البعض، وذلک بغرض مفاجأة الجمهور وإيصال رسالة مهمة. يسعی هذا المقال أن يقدِّم تعريفاً دقيقاً لهذا الفنّ البلاغي «آيروني» من خلال تحديد أمثلة على تجلياته في خطب نهج البلاغة وتحليل سبب استخدامه، کما يحاول أن يعالج مظهرا آخر من مظاهر الإعجاز اللفظي والدلالي لکلام لإمام علي (ع)، وذلک بإعادة القراءة لصنعة بلاغية اُستُخدِمَت في نهج البلاغة. وتُبيِّنُ نتائجُ البحث أن فنَّ «آيروني» قد كثُرَت حالاتُ استخدامه في كلام الإمام علی (ع)، ومن هذه الحالات: التعبير عن الجمل المتناقضة، والألفاظ القاسية، والإخفاء المتعمد، ومدح النفس، والتّنبُّوء عن الغيب، والتجاهل المتعمد، والتساوي بين الشيئين المتباينين.