لقد أفرد موضوع «السبُّ واللعن» مکانا له فی أروقة تأریخ الإسلام، کما شکلت مادة دسمة دارت حولها صراعات کثیرة. فیبدو فی النظرة الأولى أنّ السب واللعن مرادفان، غیر أنّ الإمعان فی الجانب اللغوی للاثنین ووردهما فی الآیات والأحادیث یظهر لنا ما یبعدهما عن البعض من فوارق. فعدم التمییز بین ما یحمله کل منهما من مفهوم قد أدى إلى ظهور شبهات ...
أكثر
لقد أفرد موضوع «السبُّ واللعن» مکانا له فی أروقة تأریخ الإسلام، کما شکلت مادة دسمة دارت حولها صراعات کثیرة. فیبدو فی النظرة الأولى أنّ السب واللعن مرادفان، غیر أنّ الإمعان فی الجانب اللغوی للاثنین ووردهما فی الآیات والأحادیث یظهر لنا ما یبعدهما عن البعض من فوارق. فعدم التمییز بین ما یحمله کل منهما من مفهوم قد أدى إلى ظهور شبهات مختلفة وتوجیه شتى أنواع التهم من ناحیة مختلف أتباع الطوائف الإسلامیة. هذا المقال ینوی النظر فی ثنایا ما ورد فی ذلک من الخطب والرسائل والحکم فی نهج البلاغة فی توجیه الشتائم إلى بعض الناس. ظهر لنا بعد دراسة النتائج أنّ السب واللعن مختلفان. ذهب علماء اللغة أنّ السب مرادف للشتم. لکن اللعن یحمل معنا مختلفا یعنی الابتعاد عن الرحمة. فعلى غرار علم اللغة هناک فارقا بین الاثنین فی القرآن. وهذا یدل على جواز استخدامه. أما السنة النبویة تنطوی على لعن المشرکین والمنافقین وأعداء الرسالة وأهل الکتاب ومن أظهر العداء للمسلمین. والأسلوب المتبع فی تألیف هذا المقال هو الأسلوب المکتبی ودراسة الخطب والرسائل والحکم فی نهج البلاغة.