محمد حسن تقیه
المستخلص
هذه الدراسة تحاول الكشفَ عن تقنيات التماسك النصيّ المنتظمة في خطب نهجالبلاغة فبرغم كثرة البحوث والدراسات التي عُنيت بذلك، لم تُدرس خطب نهجالبلاغة من وجهة نظرٍ لسانية كما لم یبحث الدارسون والشارحون والمترجمون قضية العلاقات الدلالات القائمة بين القضايا الأدبية و اللغوية والدینية. فعلم الدلالة حجر أساس لمعارف لغوية حديثة. فمن ...
أكثر
هذه الدراسة تحاول الكشفَ عن تقنيات التماسك النصيّ المنتظمة في خطب نهجالبلاغة فبرغم كثرة البحوث والدراسات التي عُنيت بذلك، لم تُدرس خطب نهجالبلاغة من وجهة نظرٍ لسانية كما لم یبحث الدارسون والشارحون والمترجمون قضية العلاقات الدلالات القائمة بين القضايا الأدبية و اللغوية والدینية. فعلم الدلالة حجر أساس لمعارف لغوية حديثة. فمن أجل هذا يقصد الباحث فی هذه المقالة إلى أن يعالج العلاقات الدلالیة بین مفردات خطب نهجالبلاغة بأسلوب وصفي - تحلیلي ، فیحاول هذا البحث تسليط الضوء علی أن نصّ نهجالبلاغة لیٍس هو مفردات ومصطلحات دینیة فحسب، بل هو یفید دلالات ذات وقع كبیر في نفسیة القرّاء، إذ يعمد الإمام علي إلى توظیف أنواع المفردات بدلالاتها المختلفة في كلامه الرصين. وقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أن الإمام علي قد تناصّ في كلامه مع التعبير القرآني وصوره وأساليبه لأن لغته تطابُق صادق بين المعنى والأداء اللفظي فكان ذلك سرّ بلاغته وفصاحته التي انفرد بها عن أبناء عصره. فضلًا عن كونه قد استبدل البناء اللغوي الجاهلي بآخر جديد لم يألفه العرب في العصور المنصرمة ولم يتصوروا أن غير الشعر يمكن أن يؤثر فيهم .ولا شكّ في أن دراسة اللمحات الدلالية هي مفتاح لكشف سرِّ إعجازه وبلاغته.