سید حیدر اشرف آل طه؛ علی اسودی
المستخلص
یشیر سیاق صدور الأحادیث إلى الظروف الثقافیة والسیاسیة والاجتماعیة للمجتمع التی کانت سائدة فی زمن صدور الحدیث. مع الأخذ فی الاعتبار أن جزءاً کبیراً من أقوال المعصومین (ع) کانت مبنیة على احتیاجات الأفراد أو المجتمع فی عصرهم، فإن معرفة وفهم سبب صدور کلامهم له تأثیر کبیر فی الفهم الصحیح لکلماتهم. فی هذا الصدد، تکون الخطب أکثر أهمیة فی ...
أكثر
یشیر سیاق صدور الأحادیث إلى الظروف الثقافیة والسیاسیة والاجتماعیة للمجتمع التی کانت سائدة فی زمن صدور الحدیث. مع الأخذ فی الاعتبار أن جزءاً کبیراً من أقوال المعصومین (ع) کانت مبنیة على احتیاجات الأفراد أو المجتمع فی عصرهم، فإن معرفة وفهم سبب صدور کلامهم له تأثیر کبیر فی الفهم الصحیح لکلماتهم. فی هذا الصدد، تکون الخطب أکثر أهمیة فی هذه الحالة لأنها تُلقى حسب متطلبات الوقت وأفکار المتحدثین. یستخدم هذا البحث المنهج الوصفی التحلیلی وأسلوب الدراسات المکتبیة لفحص أسباب الصدور العام للخطب حول الأخلاق الاجتماعیة للمجتمع الإسلامی فی نهج البلاغة واستناداً إلى تحلیل نص الخطب وتاریخ وسیرة الإمام علی (ع). تشیر نتائج البحث إلى أن الإمام علی (ع) قد أولى فی خطبه اهتماماً أکبر لأربع قضایا محوریة. عودة الأخلاق والأفکار الجاهلیة، بما فی ذلک التحیزات العرقیة والقبلیة والمادیة وإهمال الموت والآخرة من قبل الناس، وتناسی دور ومکانة أهل البیت فی المجتمع الإسلامی والتعبیر عن الأخلاق الاجتماعیة المتبادلة للحکام و الشعب هی المحاور الأربعة الرئیسیة فی الخطب. کما أن الإمام علی (ع) ألقى خطباً خاصة بناء على احتیاجات المجتمع والجو الأخلاقی والاجتماعی السائد، لتصحیح هذه المکونات وتعدیلها وتوجیه الناس فی کل من القضایا المذکورة أعلاه. یمکن اعتبار المجتمع الإحصائی لکل مکون من مکونات نهج البلاغة کمثال واضح لکلمات أمیر المؤمنین (ع) علامة جیدة لمدى اهتمامه بها.