محمد حسن تقیه
المستخلص
لقد حان الوقت لکی نسلم بأن کتاب نهجالبلاغة للإمام علی (ع) یحتل مکانة مرموقة بین شعوب العالم، خاصة الفرس بحسب مصدره الإلهی. ومما لا شک فیه أن المترجمین والشارحین الأفذاذ لعبوا دورًا هامًّا فی هذا الصدد. ومع ذلک نجد أن نهجالبلاغة غیر معروف لمعظم الجماهیر الناطقة باللغة الفارسیة لأن مفاهیمه القیمة لم تنقل إلیهم علی أسلوب ناجح کما ...
أكثر
لقد حان الوقت لکی نسلم بأن کتاب نهجالبلاغة للإمام علی (ع) یحتل مکانة مرموقة بین شعوب العالم، خاصة الفرس بحسب مصدره الإلهی. ومما لا شک فیه أن المترجمین والشارحین الأفذاذ لعبوا دورًا هامًّا فی هذا الصدد. ومع ذلک نجد أن نهجالبلاغة غیر معروف لمعظم الجماهیر الناطقة باللغة الفارسیة لأن مفاهیمه القیمة لم تنقل إلیهم علی أسلوب ناجح کما هو حقه. ومن أسباب ذلک أن کلام الإمام علی (ع) غنی بالمعانی، وأنه فی مستوی رفیع؛ لأنه بعد کلام اللّه تعالی وکلام رسوله (ص). أضف إلی ذلک عدم وجود المتخصصین المحترفین، وضعف بعض المترجمین فی مهمتهم المهنیة. فنجد أنفسنا مازلنا ندور فی الفلک التقلیدی لنقل مضامین نهجالبلاغة دون مدخل علمی أکادیمی، لأن الخسائر والأضرار العدیدة التی لحقت بالدین والمجتمع الدینی طوال التأریخ سببها عدم فهم النصوص الدینیة بشکل صحیح وعدم تطبیقها. ومن ناحیة أخرى، فإن الاعتماد على الطریقة التقلیدیة للدعایة والإعلام، وعدم استخدام الأدوات الحدیثة من مثل: الفضاء السیبرانی، والأقمار الصناعیة، وما إلى ذلک، فضلًا عن عدم تصنیف أبحاث نهجالبلاغة وعلومه یسبب ابتعاد المخاطبین عنه وإن عدم التعرف علیهم وتصنیفهم سنًّا وعلمًا یؤدی إلى فرارهم منه، ولا سیما الشباب. تعتمد الدراسة التی بین أیدیکم على المنهجیة الوصفیة ـ التحلیلیة فإن الباحث یحاول توفیر مضمار صحیح وبنۤاء لإبداء مفاهیم نهجالبلاغة ومضامینه القیمة من خلال تقدیم الحلول العلمیة والتطبیقیة.