مهدی مردانی جلستانی؛ محمد جودکی
المستخلص
ینصح الإمام علی (ع) بتجنب الکریم الجائع واللئیم الشبعان فی الحکمة ٤۹ من نهجالبلاغة للوهلة الأولى، تحیط بسبب هذا التحذیر، وخاصة بالنسبة للفرد الکریم، هالة من الغموض. لأن فضائل الکریم تتطلب منا أن نتوقع عکس ذلک فی مثل هذا الموقف. وفی حالة الشخص اللئیم، وعلى الرغم من أنه أقل غموضًا، فإنه بحاجة للتبریر. بشکل عام، هناک استخدامان، حقیقی ...
أكثر
ینصح الإمام علی (ع) بتجنب الکریم الجائع واللئیم الشبعان فی الحکمة ٤۹ من نهجالبلاغة للوهلة الأولى، تحیط بسبب هذا التحذیر، وخاصة بالنسبة للفرد الکریم، هالة من الغموض. لأن فضائل الکریم تتطلب منا أن نتوقع عکس ذلک فی مثل هذا الموقف. وفی حالة الشخص اللئیم، وعلى الرغم من أنه أقل غموضًا، فإنه بحاجة للتبریر. بشکل عام، هناک استخدامان، حقیقی وافتراضی لجوع الشخص الکریم. وخلال هذه الدراسة، واستنادًا إلى الأسباب اللغویة والأدبیة والعقلیة والنقلیة، رُفض الاستخدام الحقیقی لجوع الکریم وحظی استخدامه الافتراضی بالتأیید. ویجدر بالذکر أن المعنى الأصلی لهذه الحکمة لم یتوضح بالاستعمال الافتراضی الذی یتطابق مع عرف العرب بالبحث عنها فی المعاجم والشعر والأمثال. لکن یتضح من الروایات أن جوع الکریم فی الروایات هو موقف تعرض فیه للإهانة والتحقیر والذل مما أدى إلى تدنی مکانته عن قصد. وبطبیعة الحال، فإن تصرفه الشدید فی مثل هذا الموقف هو نتیجة لکیفیة تفاعل الآخرین معه بشکل غیر لائق، وإلا فإن سلوک الکریم نفسه بعید عن العنف والحدة. لکن شبع اللئیم یستعمل بالمعنى الحقیقی والافتراضی. مع توضیح أن هذا التحذیر یجب أن یؤخذ فی الاعتبار فی جمیع الأوقات فیما یتعلق بالصفات التی یتسم بها اللئیم، ولکن فی ظروف الشبع والسلطة، یصبح الأمر أکثر ضرورة.